PostHeaderIcon رعشة ندم


انظر إليه وأنا مستند إلى ذلك الكرسي الذي يذهب ويجيء بي فأراه يبتعد تارة ويقترب أخرى !!
ساعات طوال تمضي .. ولا نتبادل شيء آخر سوى تلك النظرات الحالمة .. ننهي بها حوار ونبدأ آخر .. يا لها من لغة !!
لغة لا يوجد بها كلمات .. نظرات ليست كالنظرات .. إنما هي أشبه ما يكون بالشفرات السرية بين عاشقين لا يفهمها سواهما ؟!
غير أننا لسنا بعاشقين ... لسنا سوى زميلا طريق واحد .. يشكو كل منا للآخر همه ومشاكله ... عله يجد مفرا منها أو حلا لها ..

مشكلته انه دائما ما يشعر بالوحدة ما بين أصدقائه ومن حوله حتى وان كان هو جل اهتمامهم وهو محط الأنظار وكلٌ يسعى إلى رفقته ومحاولة التحدث معه !!
لقد تعود عليها وأدمنها حتى أصبحت روتين يومي يشعر بالسوء إذا ما افتقد ذلك الشعور !!
ليس بسبب حزن قد استوطن بداخله أو شعور بالكآبة والضيق يفترسه ليلا ويسليه نهارا !! وإنما بسبب عالمه الشخصي الذي قد بناه في ذلك الجزء المظلم والذي يهرب إليه كثيرا ليستطيع أن يكمل حياته بين من حوله !!

يأتيني أحيانا وهو في كامل قوته وجماله و أحيانا أخرى لا أرى سوى جزء يسير منه فأحس وكأنه منكسر ذليل !! حتى ونحن نتبادل بعضا من تلك النظرات ... أجده فجأة يتحول من اللون الأبيض فائق الجمال .. إلى اللون الأصفر الدال على الحزن والألم !!

يقتلني الشوق دوما لمعرفة ذلك السر ولكنه دوما ما يغير مجرى الحديث كلما اقتربت من تلك المنطقة .. وكأنها حقل ألغام قد دارت فيه حرب ضروس ملئا بالآلام والجراح التي ما تزال تنزف بغزارة حتى الآن !!

******

- لم لا تريد أن تتكلم فيما قد جرى في ذلك المكان ؟!
- لأني قد أخذت عهدا على نفسي بأن لا أسبب أي نوع من أنواع الحزن والألم لأي شخص أيا كان منذ فترة من الزمن .. أحاول جاهدا أن أوفر لهم أسباب السعادة والراحة .. حتى وإن كان ذلك على حساب سعادتي الشخصية !!
- ولم يا هذا ؟
- تكفيرا عن ذنب قد اقترفته !!
- كل هذا لتكفر عن ذنب واحد فقط !!
- نعم .. فإنه عندي أبشع من أي ذنب آخر
- وما هو ذلك الذنب ؟؟
- سوف أخبرك .. ولكن أتعدني بإخباري أنت أيضا عن سبب جلوسك تلك الفترات الطوال معي ؟!
- أعدك .. إن كان هذا هو الثمن الذي سوف أدفعه ليستريح بالي ويهدأ فؤادي
- ما قد اقترفته قد تراه يسيرا غير ذي قيمه ولكنه بالنسبة لي أعظم ذنب قد اقترفته وسوف اقترفه !! وهذا الذنب هو السبب الرئيسي لبعدي عن كل من حولي ...
- أخبرني ... فقد قتلني الشوق وبدأ الفضول باستنزافي !!
- ذنبي أني كنت أبحث عن سعادتي الشخصية في حياة شخص آخر ... متجاهلا حياته ومشاكله غير عابئ بها !!
- وكيف هذا ؟!
- كنت كما أخبرتك ف ليال مضت دوما ما أحس بالغربة الدائمة في كل شيء .. حياتي ، تفكيري ، تعاملي مع غيري .. دوما ما كنت أحس بأني غريب ولست من أهل هذا المكان !! حتى ..
- أتسمح لي بأن أكمل حديثك وأخبرك بسبب مجالستي لك طوال هذه الليالي ... فعندي إحساس غريب أن ما سوف أخبرك به هو ما أنت مخبري به !!
- دائما ما كان يراودني هذا الشعور .. ولهذا تجرأت في هذه الليلة واستجبت لك ولتساؤلاتك وأخبرتك عن سري الدفين !!
- لقد توقف ذلك الشعور حتى .. التقيتها !! أم ما أقوله ليس بصحيح ؟؟
- بلى ..
- عندما التقيتها أصبحت تشعر بالأمان و بأنك قد وجدت نفسك و أن هذا هو مكانك الصحيح .. عدما التقيتها صرت تضحك غير مبال بما قد يقوله من حولك .. جُلُّ همك هو أن تنشر السعادة فيمن حولك لأنك تشعر بالسعادة !!
- كل كلمة قد قلتها أصابت ولم تخطئ !! فقد كنت عندما تنقطع السبل بي ألجئ إلى حضنها الدافئ وصوتها العذب .. أجد فيهما راحة أحسها أبديه ...
- ولكنك أصبحت لا تستطيع الاستغناء عنها وأصابك الطمع والأنانية ونسجت لنفسك أثوابا عده من الخيوط الوهمية بأنها تبادلك نفس ما تكن لها !!
- أعترف أني كنت أنانيا وقتها ولم أفكر بمشاعرها وأن لها عالمها الخاص ولا يحق لي اقتحامه بذلك الشكل المفاجئ وقتها !! وكنت أيضا أتوقع منها أن تتحمل عبء آخر فوق أعبائها التي تثقل ظهرها !! ولكني قد أخذت عهدا على نفسي من وقتها أن أجلس وحيدا بعيدا عن كل من حولي محاولا أن أنشر النور والبهجة في حياتهم كل ليله !!
- كنت سوف أخبرك أني أسمعك وأنصت إليك وكأني أحكي قصتي وما حدث لي مرة أخرى سوى ...
- سوى ماذا ... ألم أكن على يقين عندما ظننت أن ما حدث لك هو نفس ما حدث لي ..
- بلى ... ولكني لم أبتعد مثلك وأهرب بعيدا عنها راجيا أن لا أسبب لها مزيدا من الآلام .. لأني بتلك الطريقة قد أزيد من همها وألمها بغير قصد مثلما فعلت في المرة الأولى !!
- أخبرني إذا ماذا فعلت وما يجب علي فعله ؟!
- لقد بقيت بقربها محاولا مساندتها ولم أهرب مثلك !! فالحب الحقيقي مجرد من الأنانية .. فليس معنى أنها لن تكون إلى جانبك أن تبتعد عنها آملا أن تجد الراحة في بعدها عنك !! ولكن معنى الحب الحقيقي هو بأن تبقى بجانبها و تمد يدك لها حتى وإن كانت سعادتها في مكان آخر بعيدا عنك !!

******


في هذه الأثناء أحس بألم صامت يسود الأجواء ويعم السكون .. ويحين الوقت لأن يذهب صديقي إلى عرينه الدافئ !! ولكني أحسست بشيء غريب قبل أن يبرح القمر مكانه .. أحسست برعشة ندم تتجلى في لونه الذي قد تغير في لمح البصر معلنا بها عن أسفه وندمه لذلك الكائن الملائكي عما قد سببه له في يوم من الأيام من آلام ... ويبدأ صديقي العزيز في الاختفاء والانسحاب رويدا رويدا إلى ذلك المكان المرتفع تاركا إياي في انتظاره الليلة التي تليها لعلنا نكمل حديثنا !!

عزبتي ع الفيس بوك

مين أنا ؟؟

صورتي
ب اختصار .. شاب مع وقف التنفيذ !!

مدونات بتابعها

ملامح زواري

شرفني لحد دلواقتي

تابعني ع الفيس بوك